*الحب القتيل*


يا حيرتي أين حبّي أين ماضية

و أين أين صباه أو تصابيه

قتلت حبّي و لكنّي قتلت به

قلبي و مزّقت في صدري أمانيه

و كيف أحيا بلا حبّ و لي نفس

في الصدر أنشره حيّا و أطويه

قتلت حبّي و لكن ! كيف مقتله ؟

بكيت حتّى جرى في الدمع جارية

أفرغت من حدق الأجفان أكثره

دمعا و ألقيت في النسيان باقية

ما كنت أدري بأنّي سوف أقتله

أو أنّني بالبكا الدامي سأفنيه

و كم بكيت من الحبّ العميق إلى

أن ذاب دمعا فصرت اليوم أبكيه

و كم شدوت بواديه الوريف و كم

أفعمت كأس القوافي من معانيه

و كم أهاب بأوتاري و ألهمني

و كم شربت الأغاني البيض من فيه

***

و اليوم واريت حبّي و التفتّ إلى

ضريحة أسأل الذكرى و أنعيه

قد حطّم اليأس مزمار الهوى بفمي

و قيّد الصمت في صوتي أغانيه

إنّ الغرام الذي قد كنت أنشده

أغاني الروح قد أصبحت أرثيه

ويلي وويلي على الحبّ القتيل و يا

لهفي على عهده الماضي و آتيه

ما ضرّني لو حملت الحبّ ملتهبا

يميت قلبي كما يهوى و يحييه

(شعر: عبد الله البردوني )



                                            

إرسال تعليق

 
Top