هو القدرة البشرية الحصرية على التنقل والتفاوض في العلاقات الاجتماعية المعقدة والبيئات المختلفة بفعالية.ويرى الباحث الاجتماعي "هونيويل روس" أن الذكاء الاجتماعي هو حصيلة مجموع الوعي النفسي والاجتماعي والمعتقدات الاجتماعية والمواقف المتطورة والقدرات والارادة لإدارة التغيير الاجتماعي المعقد. والشخص الذي يمتلك حاصل ذكاء اجتماعي مرتفع لا يكون أفضل ولا أسوأ من شخص يمتلك حاصل اجتماعي منخفض، فهما فقط يمتلكان مواقفا وآمالا ومصالحا ورغبات مختلفة. والذكاء الاجتماعي هو "القدرة على الفهم والتعامل مع الرجال والنساء والصبيان والبنات، والتصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية".والذكاء الاجتماعى او الذكاء التفاعلى هو ايضاً مكافئ للتصرف بذكاء في العلاقات ما بين الأشخاص، والذكاء الاجتماعي هو قدرة الشخص على فهم بيئته تماما والتصرف بشكل ملائم لسلوك ناجح اجتماعيا. بدون الذكاء الاجتماعي يتعب الإنسان غاية التعب، ويفقد ثقته في نفسه وفي الناس. فالذكاء الاجتماعي يتطلب العمل والصبر والمجاملة. ويتمثل هذا الذكاء في إمكانية الفرد على التخلص والتملص من المواقف الحياتية المحرجة وفي إمكانية الشخص على إقناع من حوله والتكيف معهم و في التخطيط للوصول إلى أهداف الفرد الذاتية. وقد يخرج الذكاء الاجتماعي إلى معانٍ متعددة فيقال أحياناً إن هذا الشخص دبلوماسي أو "صاحب اتكيت" أي انه يحاول أن لا يصطدم بالأشخاص ولا يواجههم بما يكرهون وبذلك لا يفقد أحداً من الأطراف ويبقى الذكاء الاجتماعي نسبياً بعيداً عن الحقيقة وقولها وفي أحيان كثيرة يقترب بصاحبه من التملق والعيب قطعاً ليس بالذكاء الاجتماعي ولكن بصاحبه حيث إن الذكاء الاجتماعي يعتبر كأي وسيلة من وسائل الحياة يمكن استخدامها بالطريق الإيجابي ويمكن أن تستغل بالطريق السلبي. والذكاء الاجتماعي المحمود، والذي نحبذه وندعو إليه، ليس هو الوصولية أو التسلق أو النفاق، فهذه الصفات كاسدة بمقياس الذكاء الاجتماعي نفسه قبل المقياس الأخلاقي والذي هو أساس في الذكاء الاجتماعي الحقيقي، فليس ذكيّاً من يكسب أشياء وقد خسر نفسه، مهما كسب، فأولئك هم الخاسرون! ولعلنا لا نجانب الحقيقة إذا قلنا أن الذكاء الاجتماعي لو استخدم بطريقة صحيحة وفي وقته المناسب فإننا سنحصل على نتائج جيدة من العلاقات غير الحساسة والعلاقات الودية. ولو أوردنا بعض الأمثلة على أساليب هذا الذكاء لوجدنا أن هناك خيطاً رفيعاً بين هذا الذكاء وبين الكذب يجب الانتباه إليه لكيلا نقع في شراك الكذب لذلك. فإن ما يروى عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يمثل قمة الذكاء الاجتماعي وهو: .( لا يجوز الكذب إلا في ثلاثة مواضع : في الحرب وحديث الرجل للمرأة وإصلاح ذات البين )
* الإختلاف بيت الذكاء والذكاء الإجتماعي
أنه كونك ذكيا فقط غير كافي. على سبيل المثال الأطفال المصابين بالتوحد في بعض الأحيان يكونون في غاية الذكاء. فهم يجيدون إعطاء الملاحظات وتذكرتلك الملاحظات كلها. وعلى الرغم من ذلك، فهناك ثمة من يقول بأن الذكاء الاجتماعي لديهم منخفض. فقرود الشمبانزي اذكياء جدًا لدرجة أنهم قادرين على الملاحظة وتذكر الأشياء. فقدرة القرود على التذكر أفضل من قدرة الإنسان ولكن مع ذلك فإنهم غير قادرين على التصرف في العلاقات الشخصية. فهذة معادلة ناقصه فهناك شيء ينقصها ولأكمال تلك المعادلة نحتاج إلى نظرية العقل وهي النظرية لكيفية عمل الإنسان من الداخل فمنذ زمن طويل طغى هذا المجال من خلال المدرسة السلوكية. ويعتقد العلماء انه يمكن للمرء لفهم الإنسان والفئران أو الحمام فقط بمراقبة سلوكهم وإيجاد العلاقات المتبادلة. وتشير أكثر النظريات مؤخرًا أن ذلك غير صحيح، فلابد من النظر لسلوك البنية الداخلية،أن ما يكون حقيقة الإنسان ليس كمية الذكاء لدى الإنسان بل الذكاء الاجتماعي أو ثراء نوعية حياتنا هما ما يكونان حقيقة الإنسان، على سبيل المثال ماذا يعني لك كونك إنسان تعيش في وسط الحاضر الواعي، محاط بالروائح والاذواق والمشاعر ومن حقيقة كونك كيان مجرد استنائي ولديه خصائص يبدو إنتمائها صعب للعالم الفيزيائي. فهذا هو الذكاء الإجتماعي.
طرق اكتساب الذكاء الاجتماعي
إنّ الذكاء الاجتماعي بعكس الذكاء العقليّ مكتسب، حيث إنّ سعي الإنسان للوصول إلى التمتّع بهذه الخصلة الرائعة تجعله ذكياً اجتماعياً، وبالطبع هناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي حاولت تصنيف هذا النوع من الذكاء ووضع قواعد وأسس له، لكنّ هذه الخصلة لا بدّ من العمل على إيجادها بطرق ووسائل قد تبدو لنا سهلة لكنها تحتاج منّا إلى جهد وإصرار، وإنّ السر السحري في هذه الذكاء يتمثّل أساساً في المثل الصيني الشعبيّ المعروف: ""إذا لم يكن وجهك بشوشاً فلا تفتح متجراً"، وكذلك فإنّ ديننا الحنيف أرشدنا إلى البذرة الأولى في هذا الطريق لقول رسولنا الكريم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، إذن نجد أنّ الابتسامة الخطوة الأولى في بناء هذه الخصلة لدينا، فالابتسامة تساعدنا كثيراً في كسر الحواجز مع غيرنا. قد نتساءل كيف يمكننا أيضاً أن نتحلى بهذا الذكاء، إنّ الأمر سهل جداً، فما عليك سوى أن تبدأ تواصلك مع الآخرين كما قلنا بالابتسامة، حتى تستطيع أن تترك انطباعاً جيداً لغيرك، وحاول دائماً أن تتوافق أفعالك مع كلامك فلا تناقض نفسك، واستخدم إيماءات مناسبة في التعبير عمّا يجول بخاطرك من أفكار ومشاعر تتناسب مع من تتعامل معه في الموقف. قد تكون ذكياً اجتماعياً عليك أن تتحلى بثقة كاملة بنفسك، وأن تتصرف على طبيعتك، وأن تحاول أن تفهم الحياة من أكثر من منظور، وحاول دائماً أن تبدي اهتمامك بالآخرين، واحترمهم واحترم مشاعرهم وأفكارهم ومعتقداتهم. كن منصتاً جيّداً، واعرف الوقت المناسب للكلام والاستماع، ودرّب نفسك على الإيجابيّة دائماً، وتقبّل النقد والأفكار المعارضة لك من الآخرين، ودرّب نفسك دائماً على التحكم بمشاعرك، فلا تنفعل ولا تغضب سريعاً، وكن راقياً بمقابلة الإساءة بإحسان، وقدّم المساعدة والعون للآخرين ما استطعت، والذكي اجتماعياً لا بدّ أن يكون مثقفاً ومتعلماً، وأن يعرف الإتيكيت، وأساليب الحوار الراقية وفنونه، وأن يكون عفوياً بعيداً عن التكلّف والتصنّع، وأن يكون متواضعاً مهما بلغ من العلم والمناصب.
إرسال تعليق