*عذراء*
في سرى العمر وقف بدربي
ملاك بصورة طائر حزين
جريحاً...في قفص الوحدة
ينشد لليل آياتٍ من الأحزان
يذوبُ في عين السماء دمعاً
برقاً...رعداً
لتزهر الروابي عطراً
وتنشد للينابيعُ غدر الزمانِ
ومع فجري
أصبح الملاكُ حورية بحرٍ
رشيقة القوامِ
عذراء تناجي أم العذارى مريمُ
عذراءةُ العينين والرمش الطائر حولهما
كسيف عليّ في العلاء يبرق
وخصلاتٍ ذهبية على الجبين
كعلمٍ فوق الجبال يرفرف
وكأنها تقول لحبيب غائب
أنا ذا فأين الحبُ منك يا من كنتَ غائباً
ويرقصُ الفرح فرحاً بقربهِ
ويشفي بلسمَ شفاهها
من مات منذ قرن أو أكثر
ترى النحل يذهب ويعود برحيق
ويضيف مع البلسم سكراً
فإذا ما قبلتني قبلةً
وهبتني حياة نوح والجميل يذكر
وعلى رخام الصدر
يغفو زوج حمام
من بياض الثلج ريشه
ومع الفجري أشقر
حمراء المناقير وكأنها من دم المسيح ترتشف
رابية ينبت فيها الزهر
من كل جنس
وكأنها حدائق الرب في المرمر
فإذا طارت حطت على كتفي
وقالت أنت الحبيب الذي هبطت من السماء لأجله
أعذراءةُ الجبين لا توصفُ
فالحبر في قلمي شحيحٌ
واللسانُ لا يفصحُ
كلمات (آزاد محو)
Top
إرسال تعليق